الوعي السياسي العربي- تحولات الشرق الأوسط ومستقبل الاستقرار.
المؤلف: أحمد الجميعة10.13.2025

إن الإدراك السياسي يبدأ باكتساب المعرفة وينتهي باتخاذ سلوك معين، ويُعزز هذا الإدراك بعاطفة قوية تميل إلى أيديولوجية الفكر والاتجاه المحدد، وفي جميع هذه المراحل تتكون نظرتنا ورؤيتنا للأحداث والمستجدات والقضايا السياسية التي تدور من حولنا، وكذلك محاولة فهمها ووصفها وشرحها وتحليلها والتكهن بمساراتها المستقبلية؛ وذلك للوصول إلى الحكم الموضوعي عليها، واتخاذ موقف واضح وصريح منها، وتتداخل مع هذه المراحل مجموعة من المتغيرات التي تؤثر بشكل كبير وحاسم في عملية تشكيل الوعي السياسي، ومن أهم هذه المتغيرات: المستوى التعليمي والثقافي، وسنوات الخبرة المتراكمة، وأنواع التجارب المختلفة التي يمر بها الفرد، بالإضافة إلى الرؤية الثاقبة والقدرة الفائقة على تحقيق المصالح العليا والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وكل ذلك ما هو إلا نتاج طبيعي للتعرض المستمر للأحداث التاريخية المتلاحقة، والتداعيات الناجمة عن الصراعات المختلفة، وما يتم نشره عبر وسائل الإعلام المتنوعة، وما يتم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة.
في هذه الأيام، تشير جميع المؤشرات بوضوح إلى وجود تحولات سياسية جوهرية وكبيرة وعميقة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتسبق هذه التحولات تحالفات جديدة، وتجاذبات متعددة، وخيارات متنوعة ومفتوحة على أكثر من صعيد ومستوى، ويتزامن مع هذه التحولات مصالح إقليمية ودولية متشابكة تهدف إلى رسم التوجهات المستقبلية للمنطقة، وكل هذه الأمور تتطلب وعياً سياسياً عميقاً وراسخاً من الشعوب العربية لكي تتمكن من فهم الواقع الجديد لـ «الشرق الأوسط الجديد»، واستيعاب التغيرات المتسارعة التي تحدث فيه، والتمسك بوحدة الصف، وتقوية الجبهة الداخلية، ودعم القرارات التي تتخذها الحكومات وفقاً للمصالح العليا التي لا تقبل المساومة أو المزايدة عليها؛ وذلك بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام الدولي، والمضي قدماً في مسيرة التنمية الشاملة التي تعتبر الأساس المتين للتقدم والازدهار والتحضر لتلك الشعوب.
إن الشواهد والأدلة الماثلة أمامنا تشير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها مشروع سلام جديد في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تم الإعلان عنه بوضوح في خطاب الرئيس ترمب عشية تنصيبه، وهناك تحركات مكثفة ولقاءات ومشاورات دولية واسعة النطاق تجري حالياً حول ماهية هذا السلام، وما هي أجنداته، وما هي متطلباته، وأيضاً ما هي تداعياته المحتملة على أرض الواقع، ولعل لقاء الرئيس ترمب مع نتنياهو كان بمثابة بداية واضحة لهذا التحرك، كما أن الموقف العربي الموحد من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية يمثل أساساً جوهرياً لعملية السلام، والانخراط الفعال في محادثاته، والتوصل إلى حل نهائي للصراع الدامي والمستمر على مدى عقود طويلة، وهذا الموقف العربي الثابت والراسخ تتنازعه اليوم قضايا أخرى تتعلق بمواقف إسرائيل من قضايا التقسيم والتهجير والاحتلال والاستيطان والرهائن، وأيضاً سعيها الدؤوب إلى ترتيب أولويات المنطقة على أساس مواجهة الخطر الخارجي الذي لا يزال قائماً.
كل هذه التحديات تكشف بوضوح عن تحولات قادمة وحتمية للمنطقة، ومواقف سياسية معلنة، وأخرى متشددة، ورأي عام عربي يتشكل ويتفاعل معها بشكل مستمر، وهو ما يتطلب وعياً سياسياً مختلفاً ومتجدداً من الشعوب العربية، والاستفادة القصوى من الدروس والعبر السابقة، وعدم الانسياق الأعمى خلف أجندات ضيقة ومحدودة العمق والتأثير، وشعارات زائفة وبراقة لم تصمد طويلاً أمام الواقع المرير، أو خلف تجّار المواقف الذين يستغلون معاناة الضحايا الذين لا يزالون يعانون من ويلات الحروب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في دولهم.
يجب أن ينطلق الوعي السياسي للشعوب اليوم من رؤية واضحة للأمن الوطني لكل دولة، وتعزيز الثقة في قرارات قياداتها وتوجهاتهم السياسية والأمنية، والعمل يداً واحدة في مهمة التصدي لكل محاولات التأزيم والتشكيك وإثارة الرأي العام، والاحت كام في ذلك إلى المصالح العليا للدولة، والحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسباتها، والأهم من كل ذلك أن تبقى الحكومة هي المصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة والموثوقة التي نتبادلها، ونستقي منها فهم الواقع ومجرياته، واستنتاج توجهاته المستقبلية، والربط بين الأحداث المختلفة وتداعياتها المحتملة؛ لأنه باختصار شديد، ما ستشهده المنطقة العربية خلال المرحلة المقبلة هو واقع جديد ومختلف تماماً يجب أن نكون أكثر استعداداً وتأهباً له من خلال تعزيز وعينا السياسي وتعميقه.
في هذه الأيام، تشير جميع المؤشرات بوضوح إلى وجود تحولات سياسية جوهرية وكبيرة وعميقة ومؤثرة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتسبق هذه التحولات تحالفات جديدة، وتجاذبات متعددة، وخيارات متنوعة ومفتوحة على أكثر من صعيد ومستوى، ويتزامن مع هذه التحولات مصالح إقليمية ودولية متشابكة تهدف إلى رسم التوجهات المستقبلية للمنطقة، وكل هذه الأمور تتطلب وعياً سياسياً عميقاً وراسخاً من الشعوب العربية لكي تتمكن من فهم الواقع الجديد لـ «الشرق الأوسط الجديد»، واستيعاب التغيرات المتسارعة التي تحدث فيه، والتمسك بوحدة الصف، وتقوية الجبهة الداخلية، ودعم القرارات التي تتخذها الحكومات وفقاً للمصالح العليا التي لا تقبل المساومة أو المزايدة عليها؛ وذلك بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام الدولي، والمضي قدماً في مسيرة التنمية الشاملة التي تعتبر الأساس المتين للتقدم والازدهار والتحضر لتلك الشعوب.
إن الشواهد والأدلة الماثلة أمامنا تشير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها مشروع سلام جديد في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي تم الإعلان عنه بوضوح في خطاب الرئيس ترمب عشية تنصيبه، وهناك تحركات مكثفة ولقاءات ومشاورات دولية واسعة النطاق تجري حالياً حول ماهية هذا السلام، وما هي أجنداته، وما هي متطلباته، وأيضاً ما هي تداعياته المحتملة على أرض الواقع، ولعل لقاء الرئيس ترمب مع نتنياهو كان بمثابة بداية واضحة لهذا التحرك، كما أن الموقف العربي الموحد من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية يمثل أساساً جوهرياً لعملية السلام، والانخراط الفعال في محادثاته، والتوصل إلى حل نهائي للصراع الدامي والمستمر على مدى عقود طويلة، وهذا الموقف العربي الثابت والراسخ تتنازعه اليوم قضايا أخرى تتعلق بمواقف إسرائيل من قضايا التقسيم والتهجير والاحتلال والاستيطان والرهائن، وأيضاً سعيها الدؤوب إلى ترتيب أولويات المنطقة على أساس مواجهة الخطر الخارجي الذي لا يزال قائماً.
كل هذه التحديات تكشف بوضوح عن تحولات قادمة وحتمية للمنطقة، ومواقف سياسية معلنة، وأخرى متشددة، ورأي عام عربي يتشكل ويتفاعل معها بشكل مستمر، وهو ما يتطلب وعياً سياسياً مختلفاً ومتجدداً من الشعوب العربية، والاستفادة القصوى من الدروس والعبر السابقة، وعدم الانسياق الأعمى خلف أجندات ضيقة ومحدودة العمق والتأثير، وشعارات زائفة وبراقة لم تصمد طويلاً أمام الواقع المرير، أو خلف تجّار المواقف الذين يستغلون معاناة الضحايا الذين لا يزالون يعانون من ويلات الحروب وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في دولهم.
يجب أن ينطلق الوعي السياسي للشعوب اليوم من رؤية واضحة للأمن الوطني لكل دولة، وتعزيز الثقة في قرارات قياداتها وتوجهاتهم السياسية والأمنية، والعمل يداً واحدة في مهمة التصدي لكل محاولات التأزيم والتشكيك وإثارة الرأي العام، والاحت كام في ذلك إلى المصالح العليا للدولة، والحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسباتها، والأهم من كل ذلك أن تبقى الحكومة هي المصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة والموثوقة التي نتبادلها، ونستقي منها فهم الواقع ومجرياته، واستنتاج توجهاته المستقبلية، والربط بين الأحداث المختلفة وتداعياتها المحتملة؛ لأنه باختصار شديد، ما ستشهده المنطقة العربية خلال المرحلة المقبلة هو واقع جديد ومختلف تماماً يجب أن نكون أكثر استعداداً وتأهباً له من خلال تعزيز وعينا السياسي وتعميقه.